الثبات علي الشدائد


يقول العلامة المؤرخ ابن الاثير في كتابه الرائع أسد الغابة في ترجمة الصحابي الجليل حبيب بن زيد الأنصاري أنه لم أرسله النبي صلي الله عليه وسلم إلي كاذب اليمامة مسليمة الكذاب الحنفي فقال له مسليمة يقول لحبيب رضي الله عنه أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ فقال حبيب نعم هو رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال له كذاب اليمامة هل تشهد أني رسول الله ؟ فقال حبيب أنا أصم لا أسمع فقال له مسيلمة أتشهد أن محمدا رسول الله فقال نعم هو رسول الله فقال له مسيلمة أتشهد أني رسول الله فقال له مرة أخري أن أصم لا أسمع ففعل ذلك مسيلمة مرارا فيرد عليه حبيب بنفس رده فغضب مسيلمة فقطعه مسيلمة عضوا عضوا حتى مات رضي الله عنه شهيدا كم تمني دائما
كان هذا مثال عال في الثبات علي الشدائد والتضحية بالنفس في سبيل الله فلقد بإمكان حبيب رضي الله عنه أن يسلك طريق التقية وينقذ نفسه من عذب رهيب لكن فضل حبيب أن يجود بنفسه حتى لا يتفتن أحد بسببه فأن الإقرار بأن مسيلة رسول من الله فيه خطورة حيث سيترتب عليه إضلال بني حنفيه ولهذا فإنه فضل أن يموت في سبيل الله حتى لا يفتن أحد بسببه ولقد أختار حبيب بن زيد طريق الفضل والكمال حينما باع نفسه لله تعالي
ولقد كان مسيلمة عنيفا جبارا شاذ في سلوكه كعادة المجرمين فكان معروف عند الناس أن الرسل لا تقتل فإنه لم يقتله فقط بل إمعانا منه في الجبروت والطغيان فإنه قطع جسد حبيب رضي الله عنه عضوا عضوا إمعانا في تعذيبه كي يحصل منه علي الاعتراف بنبوته ولو بهذه الطريق العنيفة الشاذة ولكن آماله خبات وتحطمت أمام ثبات حبيب الراسخ كجبال بل والله أكثر من الجبال فرضي الله عنه
المصادر
أسد الغابة
حياة الصحابة
التاريخ الإسلامي مواقف وعبر

تعليقات

  1. جميييييييييييييييييييييييييل مشكووووووووووووووووووووور

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الراعي مع ابن عمر رضي الله عنهم

قصة الخليفة والوالي الفقير

الخطبه البتراء