استقر جنكيز خان بسمرقند وأرسل عشرين ألفا من فرسانه يطلبون علاء الدين محمد بن خوارزم شته زعيم البلاد .. فانطلق الفرسان إلي مدينة أورجندة حيث يستقر بن خوارزم شاه ورحل علاء الدين محمد لا يلوي علي شئ في نفر من خاصته وانطلقوا في اتجاه نيسابور مخترقين الأراضي الإسلامية في عمقها وأخذ علاء الدين يفر من بلد إلي آخري والتتار مطاردين له ولم يتعرض التتار للسكان بسلب أو القتل لأن لهم هدفا واضحا وهو رأس محمد بن خوارزم ولم يتعرض لهم الناس بسوء رغم أنهم قليل العدد وفي قلب الأراضي الإسلامية وصل الزعيم في فراره إلي جزيرة في وسط بحر قزوين وعاش هناك في فقر شديد وحياة صعبة وهو الملك الذي ملك بلادا شاسعة لكن رضي علي نفسه أن يموت وحيدا طريدا ذليل
كانت المسافة بين الفرقة التترية وبين القوة الرئيسية في سمرقتد تزيد علي ستمائة وخمسين كليومترا هذا في الطرق السوية والمستقيمة أم هذه الأرض فهي جبلية شديدة الوعره .. ما فعلت هذه الفرق لقد عادوا من شاطئ بحر قزوين بعد أن فر علاء الدين محمد منهم فساروا نحو مازندران في إيران الآن فملكوها في أسرع وقت مع حصنتها وصعوبة الدخول إليها وقوة قلاعها وكانت أقوي بلاد المسلمين في هذا الوقت من حيث التحصين
حتى أن المسلمين لما ملكوا بلاد الأكاسرة جميعها من العراق إلي أقاصي خراسان أيام الفاروق لم يستطيعوا أن يدخلوا مازندران هذه ولم تدخل إلا في زمان الوليد بن عبد الملك وقيل بل في عهد أخوه سليمان ولكن التتار دخلوها بسرعة عجيبة لا لقوتهم ولكن لضعف وخور المسلمين في ذلك الوقت ولما دخلوها كانت المصيبة من قتل وحرق المدينة
ثم اتجهوا إلي الري في إيران أيضا فملكوها ونهبوها وسبوا الحريم واسترقوا الأطفال وفعلوا بها الأفعال التي لم يسمع بمثلها من قبل ثم ساروا نحو قزوين فملكوها وتلوا من أهل قزوين أكثر من أربعين ألفا
اجتياح أذربيجان
اتجه الفرق التتاريه الصغيرة غرب بحر قزوين حيث إقليم أذربيجان مر التتار في طريقهم علي مدينة تبريز عاصمة الصفويين بعد ذلك وهي في شمال إيران الآن وكانت تابع أذربيجان أيام التتار فقرر الزعيم المخمور أن يصالح فرقة التتار علي الأموال والثياب والدواب ولم يدخل التتار تبريز لأن الشتاء القارس كان قد حل بها وهي منطقة باردة جدا وبدءوا في اجتياح الناحية الشرقية لأذربيجان متجهين ناحية الشمال وبذلك دخلت معظم أذربيجان في يد التتار
اجتياح أرمينيا وجورجيا
وهم يقعان في غرب وشمال أذربيجان بعد الانتهاء من مدن أذربيجان لأنهم سمعوا بتجمع قبائل الكرج لهم وهي قبائل وثنية ونصرانية وكان بينهم وبين المسلمين قتال دائم وقد علموا أن الخطر يقترب منهم فتجمعوا في مدينة تفليس وحدث قتال طويل طاحنة انتهي بانتصار التتار رغم الفرق الهائلة بين الجيشين حيث كان جيش نصاري أضعاف جيش التتار 20 ألف وقتل من الكرج ما لا يحصي في هذه الموقعة وكانت هذه أول مأساة للنصاري علي يد التتار
بعد أن اطمان جنكيز خان إلي هروب محمد بن خوارزم شاه زعيم البلاد قرر عليه لعنه الله أتجه نحو إقليم خراسان فإقليم شاسع به مدن عظيمة مثل بلخ ومرو ونيسابور وهراة وعزنة وغيرها
اكتساح إقليم خراسان
بلخ وما حولها وهي مدينة جنوب ترمذ التي دمرها التتار منذ أيام قلائل وكان أهل البلدة في حالة رعب شديد من التتار بعد أن عارف الناس أخبار ترمذ بلد الإمام الترمذي صاحب السنن فلما وصصلت الجيوش إليهم طلبوا الأمان وعلي غير عادة التتار قبلوا أن يعطوهم الأمان يول الدكتور راغب فتجبت لماذا لم يقتلوهم كما هي عادتهم ولكن زال العجب عندما مرت الأيام وقد أمر جنكيز خان أهل بلخ وأمر أهلها أن يأتوا معه ليعاونوه لفتح مدينة أخري مسلمة وهي مرو كما سيأتي والغريب أن أهلها جاءوا بالفعل لمحاربة أهل مرو
اجتياح منطقة الطالقان
اتجهت فرقة من التتار نحو منقطة الطالقان شمال أفغانستان وقد صعب عليهم فتحها لمناعة حصونها وتصصيم أهله علي القتال فجاء جنكيز خان عليه لعنة الله وحاصرها شهورا حتى دخله وقتلوا رجالها جميعا وسبوا نساءها وأطفالها ونهبوا أموالها وتم حرق المنطقة
علي أبواب مرو
المصادر
قصة التتار
الكامل في التاريخ
قتلة عبر التاريخ
المغول بين الانتشار والانكسار

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الراعي مع ابن عمر رضي الله عنهم

قصة الخليفة والوالي الفقير

الخطبه البتراء