بهلول المجنون يعظ


روي أن بهلول كان يمشي في أحد الطرقات في يوم فكان بعض السادات بني دار له فقال بهلول
لمن الدار فقلت لرجل من كبار أهل الكوفة فقال أرنيه فأريته إياه فناداه يا هذا لقد تعجلت البناية
قبل العناية اسمع إلي صفة دار كونها العزيز أساسها المسك وبلاطها العنبر اشتراها عبد أزعج
للرحيل كتب علي نفسه كتابا وأشهد علي عقد ضمائره شهودا هذا ما اشتري العبد الجافي من
الرب الوافي اشتري منه هذه الدار بالخروج من ذل الطمع إلي عز الورع فما أدرك المشتري من
دارك فيما اشتراه فعلي الولي خلاص ذلك شهد علي ذلك العقد وهو الأمن والخواطر وذلك في
إدبار الدنيا وإقبال الآخرة ولهذه الدار حدود أربع فالحد الأول ينتهي إلي مبادئ الصفا والحد
الثاني إلي ترك أخلاق الجفا والحد الثالث ينتهي إلي مدارج أهل الوفا والحد الرابع ينتهي إلي
السكون والتسليم والرضا في جوار من علي العرش استوي ولهذه الدار شارع ينتهي إلي دار
الخلد والسلام وخيام قد ملئت بالولدان والخزام ليس فيها أسقام ولا ضر ولا آلام ولا يذوق ساكن
هذه الأماكن سكرات الحمام يا لها من دار لا ينقضي نعيمها ولا يبيد كريمها دار أسست فجعل من
الدر والياقوت شرف تلك الحدود وجعل بلاطها من البهاء والنور وملئ خيامها من جوار بهن
كمل السرور من العين الحور ليس لهن سوي الدين والتقوى مهور فترك الرجل قصره وتاب إلي الله
المصدر
البداية والنهاية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الراعي مع ابن عمر رضي الله عنهم

قصة الخليفة والوالي الفقير

الخطبه البتراء