فظائع التتار في مرو


مرو مدينة كبيرة جدا في ذلك الوقت ( تقع الآن في دولة تركمنستان ) ذهب إليها جيش كبير من التتار علي رأسه بعض أولاد جنكيزخان واستعانوا بأهل بلخ المسلمين وتحرك الجيش الرهيب لآ يلوي علي شيئا كان جيش يقد بمئات الألوف هذا غير المسلمين في جيش وعلي أبواب مرو وجد التتار أن المسلمين في مرو علي استعداد للمعركة فاصلة بين الطريفين وكان جيش قرابة مائتي ألف مقاتل مما يدل المعركة ستكون هائلة بين الطرفين
وكانت موقعة رهيبة علي أبواب مرو وكانت أقوي المعارك بين الطرفين حتى ذلك الوقت وكاد المسلمين يسحقوا جيش التتار رغم أنهم من معظمهم من أهل المدينة وليس جيش نظامي ولكن للاسف قتال التتار بكل بسالة نادرة وحدثت المأساة العظيمة ودارت الدائرة علي المسلمين وانطلق التتار يذبحون في الجيش المسلم حتى قتلوا ولم يسلم إلا أقل القليل
يعلق بن الأثير رحمه الله ويقول عن هذه الموقعة الهائلة ( فلما وصل التتر إليهم التقوا واقتتلوا فصبر المسلمون وأما التتر فلا يعرفون الهزيمة ) هكذا كان يظن المسلمين وسنري ذلك في الأحداث الباقية
يقول الدكتور راغب السرجاني { تخيل جندا يقاتلون عدوهم وهم يعتقدون أن هذا العدو لا يهزم كيف تكون نفسياتهم ؟ وكيف تكون معنوياتهم
وقعت الهزيمة بالجيش الضخم وفتح الطريق لمدينة مرو ذات الأسور العظيمة .. وكان بها من السكان سبعمائة ألف مسلم من الرجال والنساء والأطفال .. وحاصر التتار المدينة العملاق وقد دب الرعب في قلوب أهلها بعد أن فني جيشهم أمام عيونهم ولم يفتحوا الأبواب للتار مدة أربعة أيام
وفي اليوم الخامس أرسل قائد جيش التتار عليه لعنة الله وهو أبوه رسالة إلي قائد مرو يقول فيها { لا تهلك نفسك وأهل البلد وأخرج إلينا نجعلك أمير هذه البلدة ونرحل عنك ؤ
فصدق الرجل ما قاله التتار أو أهم نفسه بذلك وخارج إلي قائد التتار فاستقبله قائد التتار استقبالا حافلا واحترمه ثم قال له أخرج لي أصحابك ومقربيك ورؤساء القوم حتى ننظر من يصلح لخدمتنا فنعطيه العطايا ويكون معنا
فأرسل الأمير سذاجة إليي معاونيه وكبار المدينة لحضور الاجتماع الهام مع ابن جنكيزخان وخرج الوفد الكبير إلي التتار ولما تمكن منهم قبضوا عليهم وقيدوهم بالحبال ثم طلبوا منهم أن يكتبوا قائمتين بي أسماء كبار التجار والثانية أسماء أصحاب الحرف والصناع ثم أمر السفاح ابن السفاح أن يأتي التتار بأهل البلد أجمعين فخرجوا جميعا من البلد حتى لم يبق واحد ثم جاءوا بكسي من ذهب قعد ليه ابن جنكيزخان ثم أصدر الأمور
1- بقتل كبار القادة والرؤساء فيقتلوا أم الناس وبدءوا في قتل الوفد واحدا واحدا بالسيف والناس يبكون
إ2- إخراج أصحاب الأموال وتعذبيهم حتى يخبروا عن كل مالهم ففعلوا ذلك ثم قتلوا كلهم
3- إخراج أصحاب الحرف والصناع وإرسالهم إلي منغوليا
4- أمر المجرم لعنه الله ولعن أباه أن يقتل أهل البلد أجمعون
قتل من هذه المدينة مرو نحو 900 ألف إنسان ولم يبق من أهله أحد وهذا ما لا يتخيل وحقنا كما قال أبن الأثير رحمه الله لم تمر علي البشرية منذ خلق آدم ما يشبه هذه الأفعال من قريب ولا بعيد وحسبي الله في المجرمين واختفي ذكر هذه المدينة إلي أبدا
المصادر
قصة التتار
الكامل في التاريخ
قتلة عبر التاريخ
المغول بين الانتشار والانكسار
البداية والنهاية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الراعي مع ابن عمر رضي الله عنهم

الخطبه البتراء

قصة أصحاب البستان في القرأن الكريم