الاستحمار الفرنسي
عمل الاستحمار الفرنسي بالجزائر علي محاصرة الإسلام ومحاربة لغة العربية في الوقت الذي سعي فيه جاهدا إلي نشر التعليم بالفرنسية وجعله لغة للدولة والعمل علي نشر التعليم بالفرنسية ... فبادر الاستحمار باصدار قرارات تخدم هذه السياسة العنصرية
كان أولها قانون أكتوبر 1892م الذي اعتبر العربية الفصحي لغة أجنبية بالجزائر .. ومنع أي شخص أن يعلمها أو يفتح كتابا لتعليمها إلا بترخيص .. ثم توالت القوانين والإجراءات التعسفية ضد لغة وكان أكثرها إثارة للنفوس مرسوم رئيس الحكومة الاستحمار كاميل شوطان في 8 مارس 1938م والذي منع فيه تعليم اللغة العربية الجزائر باعتبارها لغة أجنبية ميتة
لم يستسلم الجزائريون لهذه السياسية القذرة المعادية للأسلام ولغة هي سياج الإسلام بل أصروا علي الوقف في وجهها وإحباطها سواء بالامتناع عن الالتحاق بالمدارس الفرنسية في أول الأمر "" ثم بالعمل علي المطالبة بتعلم العربية
كما ندد العديد من رجال الدين وشيوخ الزوايا ودعاة الإصلاح بالاجراءات المعادية لغة العربية والإسلام .. ارتبطت اللغة العربية عند أهل الجزائر والحركة الإصلاحية التي اعتربتها ثابتا في الشخصية الجزائرية لم لا فإنه لغة القرآن ... فقد قال أحد شعراء الجزائر هو مفدي زكرياء ( الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا ) وقد قال رائد الصحافة الجزائرية الشيخ إبراهيم أبو اليقظان إن { الألسنة الأوروبية في الأفواه الإسلامية أشد خطر علي المسلمين وإن كل مقاومة لغة في بلاد سري فيها القرآن الكريم والسنة القويمة سريان الدم في العروق لا محالة تعود بالخيبة والفشل بل لا تعود علي العربية إلا بالتغذية والإنعاش
لقد أصبح تعليم لغة العربية وحرية العقيدة الإسلامية ضمن مطالب الحركات السياسية والإصلاحية في الجزائر بمختلف توجهاتها وعبر مراحلها مع ظهور حركة النبخبة مثل حركة الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر ونواة الحركة الاستقلالية بفرنسا بزعامة مصال الحاج ثم انتقالها إلي الجزائر مع تأسيس حزب الشعب وتأكدت هذه المطالب مع تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 وغيره من الحركات التي دافعت عن لغة القرآن
وقد تعززت هذه المطالب بنشاط المدارس العربية الحرة التي كان لها تأثير في المجتمع بعد أن تخرجت فيها أعداد متزايدة من المتعلمين بالعربية ودعمت صفوفها بخريجي جامع الزيتونة بتونس فبلغ عدد مدارسها سنة 1947م نحو 150 مدرسة تستقبل ثلاثين ألف تلميذ ليرتفع العدد سنة 1954م إلي 181 بها 40 ألف تلميذ
واستمر هذا الجهد لإحياء اللغة العربية في أثناء الثورة التحريرية سنة 1954 حتى الاستقلال فالتزمت في مبادئها بتكريس عملية التعريب علي أرض الواقع واعتبارها عامل وحدة وتجنيد للشعب في كفااحه ضد الاستحمار وأقرت في مواثيقها بأن لغة العربية والإسلام يشكلان أساس هوية الدولة
المصادر
الواقع اللغوي في الجزائر
العدالة القمعية في الجزائر المستعمرة
حركة التبشير المسيحي ببلاد القبائل
التوجه المعادي للعروبة والإسلام في السياسة الفرنسية
أنتهت هذه سلسلة عن الجزائر
الواقع اللغوي في الجزائر
العدالة القمعية في الجزائر المستعمرة
حركة التبشير المسيحي ببلاد القبائل
التوجه المعادي للعروبة والإسلام في السياسة الفرنسية
أنتهت هذه سلسلة عن الجزائر
الله يلعن الاستعمار ويالف بين قلوب العرب
ردحذف